بوابة الملك سلمان .. نقلة في قطاعي الضيافة والتطوير ومحفز للقطاع الخاص السعودي

2025/10/16 14:39 توقيت العربي

على مساحة مسطحات بناء تصل إلى 12 مليون متر مربع، بجوار المسجد الحرام، سيمتد مشروع بوابة الملك سلمان، ليفتح آفاقا تحدث نقلة نوعية في قطاعي الضيافة والتطوير العمراني، وتحفز القطاع الخاص بفرص فريدة في مجالات عدة، بحسب ما أكده مسؤولون لـ "الاقتصادية".

مروان شعبان، رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة مكة المكرمة وعضو اللجنة الوطنية للعمرة في اتحاد الغرف السعودية، يوضح أنه إلى جانب تحقيق أهداف رؤية 2030 فيما يخص المستهدف العددي لزوار مكة المكرمة وجودة الخدمة، ستستفيد قطاعات عدة من فرص النمو التي يحققها المشروع العملاق.

ويرى أن "أي تطوير يؤثر إيجابا في كل الخدمات التي تقدم للمعتمرين والحجاج والزائرين. بوابة الملك سلمان هي استمرار للتطوير والتوسعة في الحرمين الشريفين وتصب في مصلحة زيادة الاعداد".

يضيف المشروع طاقة استيعابية تتسع لما يقارب 900 ألف مصل في المصليات الداخلية والساحات الخارجية. وسيكون أكبر مشروع فندقي في العالم من حيث عدد الغرف والخدمات التي يقدمها، بحسب عبد المحسن العجلان، رئيس لجنه السياحة والفنادق في غرفة مكة المكرمة.

تحفيز للاستثمارات من القطاع الخاص

مشاريع التطوير العملاقة غالبا ما يقابلها تطوير من القطاع الخاص، لأنها محفزة له، وفقا لتأكيدات شعبان.

وبينما أشار إلى أن مشاريع مكة المكرمة للفنادق قائمة على مدار الوقت، نظرا لجاذبيتها للاستثمار الفندقي، فقد توقع أن يكون مشروع بوابة الملك سلمان عامل تحفيز خاص للمستثمرين من القطاع الخاص، سواء المحليين أو الأجانب.

وقال: مكة المكرمة تختلف عن مدن العالم، حيث إن أي مشاريع فيها تؤثر إيجابا في القطاع الخاص، لأن مكة المكرمة جاذبة لجميع الاستثمارات".

وقال لـ "الاقتصادية": "تعد مكة المكرمة أكبر مدينة فندقية من حيث أعداد الفنادق، حيث إن فنادقها تستوعب حاليا ما يقارب 5 ملايين زائر في وقت واحد، ما بين فنادق مصنفة ومرخصة".

سيستفيد قطاع النقل وقطاعات الخدمات الصحية كذلك من أعمال التوسعة وزيادة الطاقة الاستيعابية، بحسب شعبان، الذي أشار إلى أن الخطة الشاملة لمكة المكرمة تعمل على جميع الجوانب، من ضمنها خدمات النقل والصحة من حيث الكثافة العددية، مع الخدمات المتوفرة للحجاج والمعتمرين والزائرين.

سيجري ربط مشروع بوابة الملك سلمان بوسائل النقل العامة لتسهيل الوصول إلى المسجد الحرام.

وسيستحدث أكثر من 300 ألف فرصة عمل بحلول عام 2036.

"مدرسة عالمية" في قطاع الضيافة

إلى جانب وصفه للمشروع بأنه يمثل "نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع الضيافة والتطوير العمراني" قال العجلان: "إن المشروع سيكون مدرسة عالمية في صناعة الضيافة، سواء من ناحية حجم التشغيل، أو القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار، أو ميزة المكان والزمان"

يتميز المشروع بموقعه الإستراتيجي، الذي يجعل منه أحد أهم المشاريع الفندقية في العالم من حيث عدد الغرف ومستوى الخدمات. كما أن تصاميمه الفريدة "ستحدث تحولًا نوعيًا في المشهد العمراني بمكة" وفقا لـ العجلان.

وأضاف العجلان أن المشروع يعتمد على منهج نموذجي عالمي في تطوير الضيافة، ويعمل على تأسيس بنية تحتية متكاملة قادرة على استيعاب الحجم الكبير من المشاريع المستقبلية في المنطقة، مبينًا أنه سيكون أكبر مشروع فندقي في العالم من حيث عدد الغرف والخدمات التي يقدمها.

توازن بين العرض والطلب

يشير رئيس لجنه السياحة والفنادق في غرفة مكة المكرمة إلى أن الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة تسير بخطى متوائمة مع هذا المشروع الريادي، من خلال مشاريعها التطويرية الجديدة في مناطق المصافي والسد والهجلة وجبل الشراشف.

وقال لـ الاقتصادية": "سيسهم هذا في رفع جودة البيئة العمرانية وتحقيق الانسجام مع مشروع بوابة الملك سلمان. المشروع سيعد إيجابيًا للمشاريع القائمة".

في ظل استهداف رفع أعداد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليون زائر، سيحدث مشروع بوابة الملك سلمان توازنا طبيعيا بين العرض والطلب، ما يعزز التنافسية في رفع الجودة لتلبية احتياجات الزوار والمعتمرين، بحسب العجلان.

ستكون بوابة الملك سلمان وجهة متعددة الاستخدامات، تهدف إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات المقدّمة، وتضم مرافق سكنية وثقافية وخدمية محيطة بالمسجد الحرام.

العمق التاريخي يلتقي بالتجربة العمرانية الحديثة

عبدالله الفلالي، الرئيس السابق للجنة السياحة والفنادق بغرفة مكة، اعتبره بدوره أن تأهيل الإرث التاريخي والثقافي لمكة عبر مشروع بوابه الملك سلمان، يمثل أحد أهم الجوانب التي تميز المشروع.

من بين أهداف المشروع أيضا الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمدينة مكة، عبر تطوير وإعادة تأهيل مساحة تقارب 19 ألف متر مربع من المناطق الثقافية والتراثية، لإثراء تجربة زائريها.

الفلالي قال لـ "الاقتصادية": "إن هذا التوجه نحو إحياء الهوية التاريخية لمكة سيُحدث نقلة نوعية في المشهد الثقافي والحضري، ويجعل من المدينة وجهة عالمية تجمع بين العمق الروحي والتاريخي والتجربة العمرانية الحديثة".

أضاف: "المشروع لا يقتصر أثره على السوق فقط، بل سيمتد إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام. مكة كانت بحاجة إلى مشروع نوعي بهذا الحجم، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد من الحجاج والمعتمرين الراغبين في خوض تجربة معرفية وثقافية إلى جانب الرحلة الإيمانية".

جريدة الإقتصادية