عقاريون ينقبون عن المكاسب في ضواحي الرياض .. بدائل أكثر جدوى ومرشحة لقفزات

2025/03/16 13:38 توقيت العربي

بعد أن سجلت عقارات أحياء الرياض ارتفاعات قياسية، توجه المستثمرون لأطراف العاصمة بصفقات مليارية خلال الأشهر الماضية، بحثا عن بدائل مرشحة لتسجيل قفزات ومكاسب كبيرة، في ظل الطلب المستقبلي المتوقع في هذه المناطق.

قال لـ "الاقتصادية" عقاريون، إن الفرص تكمن في أطراف المدن كونها مناطق واعدة تحيطها مشاريع كبرى، لما تشهده من مشاريع ومنشآت من نوع آخر كالمنتجعات والمراكز الترفيهية، خصوصا مع نقل الشركات العالمية لمقراتها الإقليمية إلى الرياض.

وشهدت أراضي ملهم مزادا شاركت فيه جهات استثمارية من داخل المملكة وخارجها، حيث تم بيع أرض بمساحة 1600 متر مربع بسعر 3350 ريالا للمتر المربع، وبإجمالي 5.3 مليون ريال.

كما جرى تنفيذ صفقة تعد الأكبر من نوعها منذ بداية العام، وهي بيع أرض خام زراعية في حي الدوحيرش بالعيينة شمال الرياض بمساحة تتجاوز 5 ملايين متر مربع، بقيمة 834 مليون ريال.

وهذه الصفقة تعد مؤشرا قويا على التوجه الاستثماري نحو الأراضي الخام الكبيرة، خصوصا في المواقع الإستراتيجية القريبة من الرياض، ما يعكس ثقة المستثمرين في المستقبل العقاري لهذه المناطق

عاملان يجذبان العقاريين للضواحي

هنا يرى رئيس مجلس شركة إعمار المتقدمة، عايد الهرفي، أن توجه كثير من المستثمرين والشركات العقارية لتملك مساحات أراض سكنية وزراعية كبيرة في ضواحي وأطراف الرياض يعود لعاملين رئيسيين.

قال الهرفي، إن أحد العاملين بسبب الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب في مدينة الرياض، مع ارتفاع النمو السكاني على النمو العمراني بوتيرة أسرع".

أضاف، أن ذلك يأتي كنتيجة طبيعية لما تشهده الرياض من إقبال كبير للنهضة التنموية التي تشهدها في ظل رؤية 2030، ولوجود تحديات وإشكالات في القطاع العقاري حدت من ضخ منتجات سكنية وعقارية وسد هذه الفجوة.

بحسب الهرفي، فإن السبب الآخر يعود لما هو متوقع أن تشهده ضواحي وأطراف مدينة الرياض من مشاريع ومنشآت من نوع آخر، مثل المنتجعات والمصحات والمراكز الترفيهية، خاصة مع نقل الشركات العالمية لمقراتها الإقليمية إلى الرياض ".

و في 6 يونيو 2024، تم بيع أرض "عبق الوصيل" الزراعية شمال محافظة الدرعية بمساحة 862470 مترًا مربعًا لرجل الأعمال عبدالمجيد السبعان، رئيس مجلس إدارة شركة توصية للعقارات، بقيمة 310 ملايين ريال.

كما بيعت في 25 نوفمبر 2025 ، أرض مساحتها تتجاوز 1600 متر مربع بـ3350 ريالا للمتر وقيمة إجمالية 5.3 مليون ريال، لصالح المستثمر الإماراتي خليفة النيادي.

أطراف الرياض الأرجأ للزيادة

من جهته، أرجع رئيس شركة أعمال الجود العقارية نزار الحركان، توجه المستثمرين للشراء في أطراف المدن إلى كون أسعارها مناسبة كما أنها أرجأ للزيادة، مضيفا أن المتعارف عليه أن الفرص تكمن في الأطراف خاصة في مناطق النمو أو حين تكون قرب المشاريع الكبرى.

أضاف، أنه في عام 2014 تم بيع 1040 عقارا أقيم عليها مزاد في 31 مدينة على مستوى السعودية، فيما تحظى الرياض بالنصيب الاكبر من توجه المستثمرين العقاريين.

وبيعت أرض زراعية خام بمساحة 1.8 مليون متر مربع في 4 مارس 2025، بقيمة إجمالية بلغت 57 مليون ريال، لصالح شركة الورود للاستثمار العقاري، وسط تنافس من الشركات ورجال الأعمال.

فرص واعدة بدعم المشاريع الحديثة

بدوره، قال صقر العمري الخبير في القطاع العقاري "إن توسع الرياض العمراني وزيادة أسعار العقارات في مركزها دفع المستثمرين نحو الضواحي بحثا عن فرص أرخص مع ارتفاع الطلب، مشيرا إلى أن المشاريع الحكومية القريبة عززت هذا التوجه ما جعل الضواحي خيارا استثماريا واعدا".

أما الوسيط والمسوق العقاري عبدالله الموسى، فيقول "شهدت الضواحي المحيطة بمدينة الرياض، مثل المزاحمية، ضرما، وحريملاء، وملهم، والعيينة، زيادة ملحوظة في حركة البيع والشراء العقاري خلال الفترة الأخيرة، مدفوعا بعدة عوامل رئيسية.

وبحسب الموسى، تمثلت هذه العوامل، في أسعار الأراضي المنخفضة مقارنة بالمناطق المركزية، ما دفع المستثمرين للبحث عن بدائل أكثر جدوى من حيث التكلفة والعائد، كما أن الضواحي توفر مساحات كبيرة بأسعار أقل، ما يتيح فرصا أفضل للتطوير والاستثمار طويل الأمد.

تخطيط يراعي معايير جودة الحياة

أضاف "مع توجه الحكومة لتعزيز التنمية الحضرية في مختلف مناطق المملكة ضمن رؤية 2030، تشهد الضواحي مشاريع بنية تحتية ضخمة تجعلها أكثر جاذبية للسكان والمستثمرين، خاصة أن المناطق الجديدة تحظى بتخطيط حديث يراعي معايير جودة الحياة والاستدامة.

ومع تزايد عدد السكان في الرياض وتغير نمط الحياة، ارتفع الطلب على الوحدات السكنية في الضواحي، خاصة الفلل والمجمعات السكنية المتكاملة.

الموسى أشار إلى أن المستثمرين يدركون أن الطلب المستقبلي على العقارات في هذه المناطق سيؤدي إلى ارتفاع قيمة الأصول بشكل كبير، لذلك يستخدم عديد من المستثمرين الأراضي في الضواحي كرأس مال ثابت أو كضمانات مالية، ما يعزز استقرار السوق في هذه المناطق.

جريدة الإقتصادية