خبير اقتصادي يحذر من أزمتين في الاقتصاد والأسواق الأميركية

2025/12/22 07:50 توقيت العربي

حذر الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز، ستيف هانكي، من مشكلتين رئيسيتين في الاقتصاد والأسواق الأميركية، إحداهما التضخم، الذي يعتقد أنه قد يبدأ بالخروج عن سيطرة الاحتياطي الفيدرالي، والأخرى هي المبالغة في صعود الأسهم، والتي توشك على الانفجار.

وكتب الخبير الاقتصادي المخضرم وتاجر السلع: "فكرة عجز الاحتياطي الفيدرالي عن تحقيق هدفه للتضخم في عام 2026 تؤرقني ليلاً".

وأضاف "فيما يخص سوق الأسهم، فإن مؤشر فقاعة الدكتور إكس الخاص بي عند أعلى مستوى له على الإطلاق، مما يشير إلى أننا نعيش في فقاعة".

وقال هانكي إن بعض المؤشرات تشير إلى أن نمو الأسعار في الولايات المتحدة بدأ يتسارع مجدداً. كان معدل التضخم الرئيسي أقل من المتوقع في نوفمبر، ولكنه لا يزال أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

وأشار هانكي، الذي يصف نفسه بـ"خبير المال" والذي لطالما اعتبر أن المعروض النقدي محرك رئيسي للتضخم، إلى النمو الأخير في عرض النقد M2. وهو مقياس لحجم السيولة النقدية المتداولة في الاقتصاد، وقد ارتفع بمقدار 3.5 تريليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبيانات الاحتياطي الفيدرالي.

وقال هانكي عن توقعات التضخم: "بالنسبة لي، هذا هو المؤشر الأهم. يبدو أن المعروض النقدي سيزداد، إن لم يكن بشكل مفرط".

وأضاف هانكي أن هناك بعض التطورات التي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم خلال العام المقبل، منها:

وأشار هانكي، إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. حيث أجرى المركزي الأميركي تخفيضه الثالث الأسبوع الماضي. وقال إن ذلك يساعد على تيسير الأوضاع المالية، لكن التضخم لا يزال غير محصور تماماً، مما يعني أن نمو الأسعار قد يتسارع لاحقاً.

أوقف الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر برنامجه للتشديد الكمي، والذي تضمن قيام البنك المركزي بتقليص حصته في سندات الخزانة طويلة الأجل من ميزانيته العمومية لتشديد الأوضاع المالية. وكان هذا البرنامج أداة أخرى استخدمها الاحتياطي الفيدرالي لكبح جماح التضخم في أعقاب الجائحة.

سيتم تخفيف بعض قواعد الإقراض، مثل القواعد المتعلقة بمتطلبات رأس المال في البنوك، مطلع العام المقبل. وقال هانكي إن ذلك سيمنح البنوك سلطة كبيرة لزيادة المعروض النقدي، مما يزيد من الضغوط التضخمية.

على الجانب الأخر، تصدر وزارة الخزانة الأميركية المزيد من سندات الخزانة، جزئياً لتمويل عجز الموازنة الحكومية. وقال هانكي إن ذلك يزيد أيضاً من المعروض النقدي وقد يؤدي إلى تأجيج التضخم.

وأضاف هانكي: "ما يقلقني هو أنه بعد السماح للمعروض النقدي بالتضخم بشكل كبير في عامي 2020-2021 وفرض التضخم على الأميركيين، فشل الاحتياطي الفيدرالي في السيطرة على التضخم".

ويرى هانكي أن توقعات سوق الأسهم لا تبدو أفضل حالاً. أشار إلى التقييمات المبالغ فيها في قطاع التكنولوجيا مع وصول الهوس بالذكاء الاصطناعي إلى مستويات غير مسبوقة.

وقال: "علامات التحذير من فقاعة الذكاء الاصطناعي، لا أحد يعلم متى سيواجه لحظة كارثية". وأضاف لاحقاً أنه نصح المستثمرين بإعادة توازن محافظهم الاستثمارية.

لطالما حذر هانكي، المعروف بتوقعاته المتشائمة باستمرار للأسواق والاقتصاد، من مشاكل قادمة للولايات المتحدة. في أكتوبر، تكهن بأن شركات الذكاء الاصطناعي الحالية قد تواجه مصيراً مشابهاً لفقاعات الإنترنت بمجرد أن تبدأ في عدم تحقيق توقعات النمو.

في العام الماضي، أكد مجدداً على توقعه بأن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الركود، لكنه صرح لموقع "بيزنس إنسايدر" أنه بدأ مؤخراً في التراجع عن هذا الموقف بسبب ارتفاع معدلات التضخم.

العربية.نت