مناعة الاقتصاد الوطني أقوى من الأزمات العالمية

2025/04/08 19:44 توقيت العربي

قال اقتصاديون إن دولة قطر بمنأى عن التقلبات الاقتصادية العالمية الحالية بفضل قوة اقتصادها وحصانته أمام الصدمات الاقتصادية الخارجية، إلى جانب المرونة الكبرى التي يتمتع بها والاحتياطيات المالية القوية وحجم أصول جهاز قطر للاستثمار، الذي يوفر مظلة حماية ومرونة ضد الأزمات الاقتصادية الخارجية وآخرها أزمة الرسوم الجمركية.

وقلل الاقتصاديون عبر الوطن من التأثيرات المباشرة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والبالغة 10 % على قطر، مشيرين إلى أنها «محدودة»، حيث تمثل الحد الأدنى من الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من 180 دولة حول العالم.

وقال سعادة السيد محمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر إن الاقتصاد الوطني يتميز بمرونته الكبرى القادرة على التعامل مع الصدمات المالية العالمية، مشيراً إلى أن التأثيرات المباشرة لرسوم الرئيس الأميركي ترامب على دولة قطر محدودة، خصوصا أنها تسجل أدنى نسبة وهي 10 % حتى حالة الهلع التي اجتاحت الأسواق العالمية هي مجرد تأثير وقتي وسرعان ما سيتلاشى، مشدداً على أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي ستتأثر بالرسوم الجمركية الجديدة من خلال إشعال الحرب التجارية مع عدد من دول «وتكتلات» العالم مثل الاتحاد الأوروبي والصين، حيث قامت الصين بفرض رسوم جمركية بواقع 34 % فيما يدرس الاتحاد الأوروبي الرد بفرض رسوم مماثلة، الأمر الذي سينعكس سلباً على الولايات المتحدة الأميركية في المقام الأول.

وبلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع قطر حوالي 5.6 مليار دولار في عام 2024 بينما سجلت صادرات السلع الأميركية إلى قطر عام 2024 ما قيمته 3.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 18.3 % عن عام 2023 وبلغ إجمالي واردات السلع الأميركية من قطر 1.8 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض قدره 10.3 % عن عام 2023، بينما سجل فائض تجارة السلع الأميركية مع قطر مليارَيْ دولار أميركي في عام 2024، بانخفاض قدره 24.5 % عن عام 2023.

وشملت الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مجموعة من الدول العربية، حيث جاءت سوريا في مقدمة القائمة بنسبة 41 %، تلتها العراق بنسبة 39 %، ثم ليبيا بنسبة 31 %، والجزائر بنسبة 30 %، وتونس بنسبة 28 % والأردن بنسبة 20 %، أما بقية الدول العربية المفروضة عليها رسوم جمركية بنسبة 10 % وهي الحد الأدنى، فقد شملت كلاً من قطر، الإمارات، السعودية، مصر، الكويت، السودان، اليمن، لبنان، جيبوتي، عمان، والبحرين والمغرب، موريتانيا وجزر القمر.

ومن جانبه قال سعادة الشيخ منصور بن جاسم آل ثاني رجل الأعمال إن دولة قطر لن تتأثر بشكل مباشر برسوم ترامب الجمركية، فيما يتمتع الاقتصاد القطري بقوة ومناعة أمام التقلبات والصدمات الاقتصادية الخارجية، وقد أثبت الاقتصاد قوته ومرونته في الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وفي أزمة جائحة كورونا، مشيراً إلى أن حالة الهلع التي اجتاحت الأسواق العالمية وانتقلت «شظاياها» إلى البورصة القطرية «انتهت»، حيث ارتدت الأسهم في جلسة تداولات أمس إلى المنطقة الخضراء قبل أن تغلق البورصة على انخفاض طفيف يبلغ 33.96 نقطة ما يوازي 0.35 % في جلسة أمس وهو ما يؤشر لامتصاص «الصدمة» ويعكس التأثير «الوقتي» للحدث.

وأضاف قائلا: هناك تأثيرات أخرى لهذا القرار تتمثل في انخفاض جاذبية السوق الأميركية للمستثمرين وعلى رأسهم جهاز قطر للاستثمار وهو تاسع أكبر صندوق سيادي في العالم بحجم استثمارات تفوق 526 مليار دولار، علاوة على القطاع الخاص القطري الذي سيراجع بالتأكيد مدى جاذبية السوق الأميركي لاستثماراته، كما أن الرسوم الجمركية ستلعب دوراً كبيراً في تفكيك مشهد التجارة العالمية الحالي في ظل سيطرة الحمائية الأمر الذي سيعيد تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي لظهور تكتلات وتحالفات جديدة، ومن حيث التأثيرات غير المباشرة فتتمثل في إمكانية أن تؤدي هذه الرسوم الجمركية إلى حالة من الركود للاقتصاد العالمي، فضلاً عن تباطؤ تحرك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) نحو تخفيض الفائدة، وهو ما سيؤدي إلى تباطؤ مماثل في تحركات مصرف قطر المركزي نحو تخفيض الفائدة نتيجة استحقاقات ربط الريال القطري بالدولار الأميركي.

وبدوره قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله الخاطر أن هناك إمكانية لقيام الإدارة الأميركية بمراجعة قرار فرض الرسوم الجمركية الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الفترة المقبلة كما يمكن أن تتحرك دولة قطر بشكل مماثل وترد على الرسوم الجمركية البالغة 10 % من خلال فرض رسوم 10 % على الواردات الأميركية. وأضاف أن دولة قطر تتمتع باقتصاد قوي مع أفضل التصنيفات الائتمانية السيادية العالمية من وكالات التصنيف الائتماني الكبرى فيتش وموديز وستاندرد آند بورز ولديه مرونة كبرى للتعامل مع التطورات الاقتصادية العالمية والأزمات والتقلبات التي تجتاح الاقتصاد العالمي.

وأضاف قائلا: على مستوى الأسواق المالية انتقلت «عدوى» الهلع من الأسواق العالمية إلى البورصة القطرية التي سجلت انخفاضا كبيرا فور صدور القرار، لكن سرعان ما تغير المشهد من خلال جلسة تداولات أمس، حيث أغلق المؤشر بانخفاض طفيف وهو ما يؤشر إلى استيعاب الصدمة المتعلقة برسوم ترامب الجمركية.

ولفت إلى أن هذه الأزمة فرص لتعزيز الصناعات الوطنية من خلال إطلاق حزمة من المبادرات لدعمها وتوطينها وتعزيز فرص الاكتفاء الذاتي وتنويع الأسواق التي تستقبل الصادرات القطرية لتقليص مستويات الانكشاف على أية مخاطر تجارية أو مالية محتملة.

الوطن القطرية