«دانة غاز» تعتزم زيادة التوزيعات بعد إنجاز مشاريع التوسعة

2025/02/26 14:02 توقيت العربي

أكد ريتشارد هول، الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز»، أن استئناف توزيعات الأرباح للمساهمين كان على رأس أولوياتنا، ومع نجاح الخطوات والمبادرات الاستراتيجية التي قمنا بها بهدف تحسين التدفقات النقدية وتعزيز مركز الشركة المالي، مهّد ذلك الطريق لاستئناف توزيعات الأرباح النقدية لمساهمينا. حيث أوصى مجلس الإدارة بتوزيع أرباح قدرها 385 مليون درهم، أو 5.5 فلس للسهم الواحد عن عام 2024. وأضاف هول في حوار مع «الخليج» هو الأول منذ تسلمه مهامه في الشركة، أن «دانة غاز» نجحت في اجتياز العديد من التحديات وتحقيق أداء قوي. وتمحور التركيز بشكل أساسي حول مجموعة من الأولويات كان أبرزها وضع مشروع «خورمور 250» في المسار الصحيح، إضافة إلى عدد من المسائل التشغيلية والمالية الأخرى مثل تحسين الدفعات المستلمة، وتوقيع عقد دمج الامتيازات في مصر. وتالياً تفاصيل الحوار:

في مصر. وتالياً تفاصيل الحوار:

مضى على تعيينك في منصبك أكثر من عام الآن. كيف سارت الأمور منذ ذلك الحين، وكيف كان الأداء المالي للشركة خلال عام 2024، وما هي توقعاتك لعام 2025؟

نعم، صحيح. مرّ عام واحد فقط منذ أن توليت منصب الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز، ونجحنا خلال هذه الفترة باجتياز العديد من التحديات وتحقيق أداء قوي. وتمحور تركيزي بشكل أساسي حول مجموعة من الأولويات كان أبرزها وضع مشروع خورمور 250 في المسار الصحيح، إضافة إلى عدد من المسائل التشغيلية والمالية الأخرى، مثل تحسين الدفعات المستلمة، وتوقيع عقد دمج الامتيازات في مصر، واستئناف توزيع الأرباح لمساهمينا. وقد نجحنا بالفعل في تحقيق جميع تلك الأولويات.

في ما يخص النتائج المالية تحديداً، سجلت الشركة بنهاية 31 ديسمبر 2024 صافي أرباح بقيمة 151 مليون دولار مقارنة ب160 مليون دولار في عام 2023 نتيجة لتراجع الإنتاج في مصر وانخفاض أسعار البيع خلال عام 2024. ومع ذلك، ارتفعت الإيرادات بنسبة 5% لتصل إلى 445 مليون دولار. وجاء هذا النمو مدعوماً بالشروط المالية المحسّنة لاتفاقية دمج مناطق الامتياز التابعة للشركة ضمن امتياز واحد، والتي تم توقيعها مؤخراً في مصر. وسجلت الشركة نمواً في صافي أرباحها بنسبة 15% ليصل إلى 39 مليون دولار خلال الربع الأخير 2024، ما يعكس نجاح إجراءات خفض وضبط الكلف.

نجحت الشركة كذلك في إدارة التحصيلات والتدفقات النقدية، حيث بلغت المبالغ المستلمة ما مجموعه 326 مليون دولار مقارنة ب238 مليون دولار في عام 2023 بنسبة زيادة قدرها 37%، وفي كلتا الحالتين، تجاوزت نسبة التحصيلات 100% مقابل الإيرادات المستحقة. علاوة على ذلك، تلقت الشركة خلال العام توزيعات أرباح منتظمة بقيمة 133 مليون دولار من شركة «بيرل بتروليوم»، واستخدمت هذه الإيرادات لخفض مديونيتها إلى 28 مليون دولار مقارنة ب108 ملايين دولار في عام 2023. وأسهم سداد الديون في خفض كلف التمويل بمقدار 7 ملايين دولار في عام 2024.

توزيعات الأرباح

أعلنتم للتو دفع توزيعات أرباح للمساهمين، وهذا أمر إيجابي نظراً لعدم توزيع أرباح العام الماضي. ما الذي ساعد على اتخاذ هذه الخطوة في عام 2024، وهل ستقومون بذلك أيضاً في عام 2025؟

لقد كان استئناف توزيعات الأرباح لمساهمينا على رأس أولوياتنا، ومع نجاح الخطوات والمبادرات الاستراتيجية التي قمنا بها بهدف تحسين التدفقات النقدية لدانة غاز وتعزيز مركز الشركة المالي، فقد مهّد ذلك الطريق لاستئناف توزيعات الأرباح النقدية لمساهمينا. وأوصى مجلس الإدارة بتوزيع أرباح قدرها 385 مليون درهم، أو 5.5 فلس للسهم الواحد عن عام 2024. وقد جاءت توصية مجلس الإدارة بتوزيعات الأرباح نتيجة للإدارة المالية الحصيفة التي اتبعناها خلال عام 2024 وزيادة المبالغ المستلمة، ما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية بصورة ملموسة. ونخطط لمواصلة دفع توزيعات الأرباح بصورة مستدامة مستقبلاً وزيادتها عند الانتهاء من مشاريع التوسعة والاستثمار في إقليم كردستان العراق ومصر، والتي من المتوقع أن يكون لها أثر إيجابي في زيادة تدفقاتنا النقدية.

استلام الدفعات مباشرة

ما هي الإجراءات التي اتخذتها «دانة غاز» لتعزيز استلام التحصيلات وتحسين التدفقات النقدية، وما هي النتائج الملموسة لهذه الإجراءات؟ اعتمدنا في أواخر عام 2023 آلية تحصيل جديدة تعتمد على استلام الدفعات المستحقة مباشرة من محطات إنتاج الكهرباء لتسديد التزامات حكومة إقليم كردستان العراق، إضافة إلى تحديد موعد استلام المستحقات المتأخرة. وقد أفضى هذا إلى استلام تحصيلات بقيمة 261 مليون دولار بنسبة تحصيل تجاوزت 100% مقارنة بالفواتير لهذا العام. كما تحسنت أنشطة التحصيل في مصر أيضاً، حيث كنا على تواصل دائم مع الحكومة المصرية بهذا الشأن، وحصلنا على دفعة نهائية بقيمة 20 مليون دولار في ديسمبر لنحقق بذلك نسبة تحصيلات تجاوزت 100% هذا العام. وفي العموم، ارتفعت قيمة التحصيلات المستلمة بنسبة 37% لتصل إلى 326 مليون دولار، وهذا أداء ناجح بطبيعة الحال. توسعة «خورمور 250»

ما هي الأهمية الاستراتيجية لمشروع توسعة إنتاج الغاز «خورمور 250»، حبذا لو تعطينا لمحة عن مستجدات هذا المشروع والتحديات التي واجهته، والتأثير المالي والتشغيلي المتوقع عقب اكتماله؟

يعد مشروع خورمور مشروعاً مهماً جداً لجميع الأطراف المرتبطة فيه، بما فيها دانة غاز. ولذلك كان من الضروري اتخاذ العديد من الإجراءات الحاسمة بالنسبة لمشروع توسعة إنتاج الغاز «خورمور 250»، وذلك عقب إعلان المقاول السابق لأعمال الهندسة والمشتريات والبناء عن حالة القوة القاهرة لإنهاء عقده وتحملنا إثر ذلك المسؤولية الكاملة لاستكمال الأعمال المتبقية. وقد أشرفت شخصياً على استئناف المشروع أواخر العام الماضي، وضمان عودته إلى المسار الصحيح. وألتزم بتسليم المشروع في الموعد المحدد وضمن حدود الميزانية المقررة. وتوجهت الشهر الماضي إلى الموقع لمتابعة مسار تقدم المشروع، حيث أقوم بزيارات دورية إلى حقل خورمور، لضمان سير الأعمال وفقاً للجدول الزمني المحدد.

سيسهم استكمال مشروع «خورمور 250»، في ترسيخ دور دانة غاز وشركائها في بيرل بيتروليوم في دعم التنمية الاقتصادية في المنطقة. وبمجرد تشغيله سيضيف المشروع 250 مليون قدم مكعبة قياسية إلى الطاقة الإنتاجية لمحطة خورمور، إضافة كذلك إلى 7 آلاف برميل من المكثفات و460 طناً من النفط المكافئ من الغاز والبترول المسال. ووفقاً لأسعار اليوم، ستسهم هذه القدرة الإنتاجية الإضافية في توليد تدفقات نقدية كبيرة للشركة. ونؤكد في هذا السياق التزامنا الراسخ بدعم احتياجات إقليم كردستان العراق من الطاقة، حيث يسهم إنتاجنا الحالي في توليد ما يزيد على 75% من احتياجات الطاقة في الإقليم، وستؤدي الطاقة الإنتاجية الإضافية الناتجة عن المشروع، إلى زيادة السعة الإنتاجية لتصل إلى 750 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وستدعم هذه الطاقة الإضافية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي النظيف لتوليد الكهرباء في إقليم كردستان العراق.

دمج الامتيازات

وقعتم مع الحكومة المصرية اتفاقية جديدة لدمج الامتيازات في نهاية عام 2024. كيف تسهم هذه الاتفاقية بتعزيز مكانة الشركة، وما هي الفوائد المتوقعة على صعيد الإنتاج، والاستثمار، والعائدات المالية؟

وقع وزير البترول والثروة المعدنية المصري والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، اتفاقية جديدة في ديسمبر 2023 لدمج مناطق الامتياز، ويشكل ذلك خطوة مهمة لقطاع الطاقة المصري. وبموجب الاتفاقية الجديدة، يتم دمج مناطق امتيازات الشركة الحالية ضمن امتياز واحد يشمل مساحة استكشاف إضافية تبلغ 297 كيلومتراً مربعاً وبشروط مالية محسّنة، ما يعزز الكفاءة التشغيلية للشركة ويمنحها المزيد من الفرص الاستثمارية في مصر. وسيتم تمويل برنامج العمل البالغة قيمته 100 مليون دولار، والذي يشمل 11 بئراً جديدة، من خلال إعادة استثمار إيرادات «دانة غاز» في مصر. ومع دخول هذا البرنامج حيز التنفيذ بالفعل، من المتوقع أن يسهم في زيادة إجمالي كميات الغاز المنتج بمقدار 80 مليار قدم مكعبة، إلى جانب تعزيز قيمة أصولنا في مصر بشكل كبير. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تؤدي كميات الغاز الإضافية هذه إلى تحقيق وفورات في التكلفة تزيد على مليار دولار لصالح الاقتصاد المصري، وذلك من خلال تقليل الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي المسال والزيت الثقيل (المازوت) في توليد الكهرباء.

الكفاءة والاستدامة

يشهد قطاع الطاقة العالمي تطوراً ملحوظاً في ضوء التركيز المتزايد على مفهومي الكفاءة والاستدامة. كيف تُدمج «دانة غاز» الاستدامة في عملياتها التشغيلية، وما دور التكنولوجيا في هذا التحول؟

نبحث دوماً عن تقنيات مبتكرة لاستخدامها في عملياتنا التشغيلية كجزء من برنامجنا للحد من الانبعاثات الكربونية. ففي العام الماضي، وقعنا شراكة استراتيجية مع الشركة البريطانية «ليفيديان» لدعم تطوير تقنية مبتكرة من شأنها تحويل الميثان إلى الهيدروجين النظيف والجرافين. ومن المقرر أن نبدأ تشغيل الوحدة التجريبية القائمة على هذه التقنية قريباً، ما سيعمل على الحد من انبعاثات غاز الميثان من عملياتنا. وتعد هذه الشراكة واحدة من عدة استثمارات نطمح لتنفيذها فيما نواصل استكشاف الفرص المتاحة.

العوامل الجيوسياسية

ما هي توقعاتكم لهذا العام؟ وكيف تنظرون إلى استئناف صادرات خطوط أنابيب الغاز من إقليم كردستان العراق، ونشاطكم في مصر، والعوامل الجيوسياسية، وسعر النفط؟

مثل جميع الشركات العاملة في إقليم كردستان العراق، نتابع المناقشات الجارية هناك، ونأمل التوصل إلى حل مناسب لهذه المسألة. وفي حال استئناف الصادرات، سيكون تسويق النفط عن طريق شركة تسويق النفط العراقية «سومو»، ولكن لا نزال ننتظر الحصول على المزيد من الوضوح حول آلية التحصيل. وفي الوقت الحالي، نواصل البيع محلياً لأطراف ثالثة، وكان لبعض الخصومات المتعلقة بذلك تأثير سلبي في أرباحنا خلال عام 2024. ولذلك، من المتوقع أن ينعكس استئناف صادرات خطوط أنابيب الغاز إيجاباً على أداء الشركة المالي. ونركز في ما تبقى من عام 2025 على التنفيذ، حيث نسعى أولاً إلى إنهاء مشروع «خورمور 250» في الموعد المحدد وضمن الميزانية المقررة له، ونحرص ثانياً على مواصلة التعاون مع الحكومات للحفاظ على استمرارية الدفعات النقدية، وثالثاً، نمهد للقيام باستثمارات جديدة في مصر من خلال اتفاقية دمج الامتيازات، رابعاً، سنعمل على البدء في تطوير حقل غاز جمجمال في إقليم كردستان العراق، والذي يحتوي على تريليونات الأمتار المكعبة من الغاز، بما يتيح لنا دخول أسواق وقطاعات جديدة، وأخيراً، سنواصل استكشاف التقنيات المبتكرة لدعم أعمال محفظتنا. ولا شك أن تحقيق هذه الأهداف جميعها سيمكننا من خلق القيمة للمساهمين وتعزيز نمو توزيعات الأرباح المستدامة لهم.

جريدة الخليج